يواجه الاقتصاد في جميع أنحاء العالم العديد من التحديات غيرالمتوقعة تحت تأثير وباء كوفيد-19، مع وجود العديد من البلدان تحت الإغلاق الكامل أو الجزئي، مما يؤثر على الأعمال التجارية، وبالتالي إيرادات العديد من الشركات على مستوى العالم. كما رأينا ، فإن تداعيات كوفيد-19 المستمرة لها تأثير كبير على أسواق الأسهم العالمية ، حيث قيم الأسهم المدرجة وأسعار الأسهم في جميع أنحاء العالم في دوامة هابطة، مماثلة أو حتى أسوأ من الانخفاضات التي شوهدت آخر مرة في عام 2008 2009 – وقت الأزمة المالية العالمية. يعود الانخفاض في قيم الأسهم المتداولة في الأسواق العالمية إلى حد كبير إلى عاملين: انخفاض في توقعات التدفقات النقدية المستقبلية للأصول وإعادة تقييم المخاطر، الأمر الذي يعكس بدوره عدم اليقين بشأن الحجم والتوقيت المحتملين للتأثير من الوباء. سيؤثر هذان العاملان على الشركات الخاصة بنفس الطريقة التي تؤثر بها على الشركات المدرجة في البورصة. تغيرت قيم الشركات نتيجة وباء كوفيد-19، ويشكل الانخفاض الكبير الأخير في قيم الأسهم صعوبات حقيقية لتقييم الشركات والأسهم والقمية المالية في الظروف الاقتصادية الحالية. تتمحور الصعوبة حول عدم اليقين بشأن التأثير المستقبلي المحتمل لـ كوفيد-19 على الأرباح وقدرة الشركات على توليد التدفقات النقدية، وتوقيت التعافي من تأثيرات الوباء على الشركات.
سيكون لفيروس كورونا نوعان من التأثيرات على الشركات. النوع الأول عبارة عن فترات قصيرة تؤثر على الإيرادات بسبب الإغلاق والعقبات ذات الصلة. النوع الثاني سيكون التأثير بسبب التغيير في طريقة إدارة الأعمال. لن يؤثر الأول على التقييم حيث لا تؤخذ الخسائر غير المتكررة لمرة واحدة في الاعتبار أثناء إجراء عملية التقييم. ومع ذلك، سيكون للثاني تأثير طويل المدى ويمكنه تغيير التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة والتي ستؤثر على التقييم بطريقة سلبية أو إيجابية. التقييم هو مقياس مهم في تحديد اتجاه الشركة بعد الوباء. إن معرفة قيمة خطوط الأعمال المختلفة للشركة ستساعد الإدارة في فهم أي جانب من جوانب العمل يتطلب المزيد من الاهتمام. فيما يلي الأسباب الرئيسية لتقييم الشركات بعد وباء كوفيد-19:
التمويل : بسبب نقص الإيرادات هذا العام، تتطلع معظم الشركات نحو البنوك والمستثمرين للبحث عن التمويل. يضع التقييم الشامل الشركة في أفضل وضع للتفاوض مع البنوك أو المستثمرين الآخرين، حيث يتيح لهم معرفة إلى أين تذهب أموالهم، وعند إقرانها بالتوقعات المستندة إلى التقييم، كيف ستقدم عائدًا على استثماراتهم.
المتطلبات التنظيمية: نظرًا للخسائر الكبيرة التي يواجهها العديد من المساهمين بسبب انخفاض أسعار الأسهم في خضم وباء كوفيد-19، قد تضع الهيئات التنظيمية متطلبات إضافية مثل التقييم الفصلي أو نصف السنوي لخلق بيئة أفضل لصنع القرار للمساهمين.
الشراكات: بسبب التغيير في الظروف، قد يحتاج أصحاب الأعمال إلى شراكة مع كيان مختلف لخلق نوع من التآزر والعكس صحيح. إذا كان أي شخص يدخل في شراكة أو شركة ذات مسؤولية محدودة، فإن تقرير التقييم سيساعده في تحديد سعر الشراء المناسب. وبالمثل، إذا قرر شخص ما ترك الشراكة، فإن التقييم يشكل أساس اتفاقية شراء/ بيع مقبولة.
تخطيط أفضل: من خلال تقييم الأعمال، تتمتع الشركة بسلطة اتخاذ قرارات مستنيرة حاسمة لنجاح أعمالها في هذه البيئة المعاكسة، مثل ضمان أن لديها تأمينًا مناسبًا، ومقدار إعادة الاستثمار في الأعمال، وكيفية تحديد وقت الخروج الإستراتيجي.
عمليات الاندماج والاستحواذ: إذا كانت الشركة تخطط للشراء أو الاندماج مع شركة أخرى لمعالجة التراجعات المالية المتزايدة هذا العام، فإن تقييم الأعمال يكون مفيدًا في تحديد ما إذا كان السعر المطلوب دفعه عادلاً.
سيدهارث سينها
مستشار مالي
أفيروس للإستشارت وتطوير الأعمال
Comments
No comment yet.