الابتكار المؤسسي: ما هو؟ وكيف يمكن تحقيقه في مؤسستك؟
يتميز الابتكار المؤسسي عن مصطلحه العام بدوره الإيجابي وتأثيره في مختلف الأعمال من خلال تحسين الممارسات الحالية وتقديم حلول جديدة، حيث يكمن دور الابتكار في تحفيز نمو المؤسسة وإنتاجية الموظفين. ومن المفاهيم الشائعة الخاطئة أنَّ عملية الابتكار تعد فكرة ثورية كما هو الحال في بعض الأحيان ولكن على العكس قد تكون فكرة بسيطة لها أهمية بالغة وتحدث فرقًا كبيرًا. فالفكرة جوهرة ثمينة يمكن من خلالها تطوير أساليب إبداعية جديدة سواء كان هذا التغيير يتعلق بمنتج أو خدمة معينة.
إنَّ العديد من المؤسسات الحديثة والمزدهرة مبنية على فكرة الابتكار لأنَّ أساس الشركة في بادئ الأمر فكرة مبتكرة. في معظم الأحيان، تحتاج الشركة التي تحقق نجاحاً في مجال مشبع إلى استثمار كافة الطاقات الإبداعية لتحافظ على وجودها وتميزها عن المؤسسات الأخرى من خلال تحقيق عوائد مالية جمة.
من أهم الوسائل التي تساعد في عملية الابتكار في المؤسسات هو عدم فرض قيود على الطاقات الإبداعية للموظفين لأنهم عامل مهم في نجاح أي مؤسسة، وبرغم حاجتهم الدائمة إلى وجود قائد، إلا أن القائد يعتمد عليهم بشكل كبير في توليد أفكار جديدة لذلك يجب منحهم الحرية الكاملة وإطلاق العنان لهم للتوصل إلى أفكار إبداعية تساهم في تطوير ونجاح عمل المؤسسة حيث إنَّ فرض القيود على طرق التفكير لا يفسح المجال لتطوير أفكار إبداعية ناجحة.
إن خلق بيئة عمل محفزة للإبداع من أهم الاستراتيجيات لتطوير أفكار جديدة. لا يعد الجلوس في مساحة مكتبية معينة مكاناً مناسباً لإنتاج أفكار إبداعية واستثمار الطاقات الابتكارية للموظفين بشكل يساهم في نجاح المؤسسة. لذلك يجب على المؤسسات تنفيذ أنشطة تساهم في استثارة الطاقات الإبداعية للموظفين. على سبيل المثال: إقامة ورشات عمل أو مخيم دوري لتبادل الأفكار. فضلاً عن ذلك، لابد من استثمار الوقت والمال لمساعدة القوى العاملة على الاستفادة من المشاريع التي لا قيمة لها وتحويلها إلى مشاريع تعود بالنفع على المؤسسة. وبرغم من تلقائية الأفكار، تستطيع المؤسسات وضع خطط لإنتاج أفكار جديدة تؤثر بشكل إيجابي على سير العمل. ومن أحد الطرق لاستثارة الطاقات الإبداعية هو السماح بفرص الفشل. قد يكون التوصل إلى أفكار إبداعية أمراً صعباً لكن مع تزايد الخوف من الفشل، تثبط عزيمة الموظفين في التوصل إلى أفكار إبداعية جديدة تؤثر على نجاح المؤسسة حيث إنَّ تقدير مدى نجاح الأفكار الإبداعية أمر شاق لأنه يعتمد على التجربة والخطأ. إنَّ إقصاء فكرة من المحتمل نجاحها هو أمر قاتل للطاقات الإبداعية فالخوف من الفشل لا يشجع على تطوير الإبداع وبالتالي يعد تقديم المكافآت للموظفين حافز مهم يشجعهم على التفكير خارج الصندوق.
وفي نهاية المطاف، يشكل ابتكار وتطوير الأفكار الإبداعية غير التقليدية عامل مهم لنجاح المؤسسة حيث إنَّ استثمار الطاقات الإبداعية واستثارة الدافعية لدى الموظفين من شأنه أن يجعل للمؤسسة دور بارز ومكانة عالية في ظل انتشار الكثير من المؤسسات التنافسية في العصر الحديث. يلعب الابتكار دوراً مهما في نجاح المؤسسة من خلال إطلاق العنان للموظفين لتطوير الطاقات الإبداعية لديهم بدون أية قيود، وتقديم الحافز المادي وتقبل المخاطر المحتملة التي من الممكن أن تتحول إلى أخطاء غير مقصودة.
Comments
No comment yet.