الاستدامة المؤسسية
الاستدامة هو موضوع متزايد الأهمية اليوم في جميع مناحي الحياة، بما في ذلك الحياة التنظيمية. وينظر رجال الأعمال والمدراء على نحو متزايد في طرق وسبل تساعدهم على تغيير هويتهم ودمج التوازن بين أعمدة الاستدامة ـ الاقتصادية والبيئية والاجتماعية في نماذج أعمالهم. وقد أكد الباحثون على أهمية كل من الاستدامة والاستراتيجيات المسؤولة بيئياً لتحقيق ميزة تنافسية مميزة وكذلك أداء مالي مميز.
وفي حين يناقش المقال في هذه المسألة، فإنه يقدّم رؤية أكبر في:
أهمية الاستدامة ●
تعريف الاستدامة ●
تنفيذ الاستدامة ●
استدامة الاستدامة ●
أهمية الاستدامة
وقد أصبح هناك زيادة كبيرة في المؤسسات التي اختارت هذا التغيير وأصبحت مستدامة؛ نتيجةً للحملة الإعلامية المحيطة بالاستدامة، وتسلّط الاستدامة الضوء على التغيير، ليس فقط بسبب مطالب المجتمع بل أيضاً بسبب مطالب الحكومات، حيث أنه وبعد الأزمة العالمية تعين عليها أن تغير المؤسسات وتغير من طريقة قيامهم بالأعمال لما له من تأثير محدد على الأجيال القادمة. لقد ازدادت أهمية الجوانب الاجتماعية والبيئية للحكومات والشركات بشكل كبير في الخمسين سنة الأخيرة كنتيجة للانبعاثات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون. حيث أضافت تحدٍ جديد من التحديات الحاسمة التي تواجهها الحكومات، والذي يتلخص في أن الإنتاج والاستهلاك الحاليين، غير مستدامين بلا أدنى شك. ومع ذلك، فلقد شهدت هذه الأزمة صعود عدد متزايد من الشركات التي فهمت أهمية الاستدامة وأكدت على الأهداف الاجتماعية والبيئية لمنظماتها. ولقد تجاوز القادة توقعاتهم المالية التقليدية وطوروا من خططهم وأهدافهم طويلة المدى. بالإضافة إلى ذلك أكدت البحوث أن المؤسسات ذات الاستدامة العالية، على الأقل خلال إطار زمني معقول، تستطيع التفوق على منافسيهم من ناحية التدابير المالية، وأيضاً من ناحية المخاوف البيئية المرتبطة بشكل تقليدي بمفهوم الاستدامة.
- تعريف الاستدامة
لا يوجد تعريف واحد للاستدامة، لكن، من المقترح من حيث الأعمال التجارية فالاستدامة تمثل نهجاً يراعي القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية بطرق متوازنة وشاملة وطويلة الأجل والتي تفيد الأجيال الحالية والمستقبلية من أصحاب المصلحة المعنيين. حيث يتوجب على المؤسسات التي لديها هدف لتصبح مستدامة إعادة تشكيل وتقييم أداءها الاقتصادي، والمساواة الاجتماعية، وكذلك الحفاظ على البيئة. - تنفيذ الاستدامة
هوية المؤسسة هي مزيج من التزامها القيادي ومشاركتها الخارجية. وينبغي على المدراء التواصل مع الفرق الخارجية المختلفة التي تعمل على أخذ رأي المجتمع المدني، على سبيل المثال، المستثمرين والمنظمات غير الحكومية. ولا يمكن أن تحصل على وجهات نظر كبيرة من الفرق الخارجية دون تحفيز القيادة أو تشجيعها. وباستطاعة أي مؤسسة البدء بدمج الاستدامة وخلق هوية مستدامة. ومن المهم ان يكون فريقك على متن هذه الهوية الجديدة من خلال اشراك موظفيك ومراجعة أساليب التنفيذ.
وتمثل جميع هذه العناصر لقيادة الشركة، المشاركة الداخلية والخارجية للموظفين والجهد المتراكم العامل الحقيقي لهذا التغيير الضروري. حيث إن الثقافة التي تدعم الاستدامة ستزيد من فعالية الالتزام بالقيادة والمشاركة الخارجية ومشاركة الموظفين.
- استدامة الاستدامة
بعد مناقشة أهمية موضوع الاستدامة، فإن المحافظة على الاستدامة مهم وضروري كتغيير الهوية لمؤسستك. حيث أثبتت دراسة على أهمية الدور الذي يلعبه أصحاب المصلحة وممارسات الإفصاح التي تمارسها الشركات في الحفاظ على الاستدامة في المنظمات. ومن الواضح أن المؤسسات المالية، مثل البنوك وشركات التأمين والمستثمرون والقطاع الخاص، يشكلون عوامل رئيسية في الحفاظ على الاستدامة، وأن الدور الذي تلعبه هذه الجهات في مجال الاستدامة أصبح متزايدا بشكل ملحوظ.
وفي نهاية المطاف، ومع وجود قدر معقول من الشك، ظلّت المنظمات تغيّر نهجها التقليدي واعتمدت هوية مستدامة جديدة تركز عليها في نجاحها على المدى الطويل. وهناك أيضاً أدلة دامغة على أن هذا التوجه أيضاً يغدو أكثر نفعا في الأمد البعيد. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من المنظمات التي لا تتفق مع أسلوب الحياة الجديد المتقدم والحديث، ويلزم إجراء مزيد من البحوث لفهم الاستدامة بمزيد من التعمق في جميع تعقيداتها.
Comments
No comment yet.