الدروس المستفادة من جائحة كورونا
جائحة عام 2020 هي أسوأ أزمة تمر منذ الحرب العالمية الثانية عام 1939.قالت معظم الشركات أنه بالرغم من هذه الظروف الصعبة الا أن هذه الجائحة قد أفادتنا بمعرفة الثغرات ونقاط الضعف في أعمالنا، وبالتالي ستساعدنا على تجنب الأخطاء والعمل على تحسينها وتطويرها لتصبح الشركة أكثر قوة من السابق. وقد تشمل مجالات التطوير التي ستعمل عليها الشركات ما يلي:
التأهب/الجهوزية ●
المرونة ●
الرقمنة ●
الإنتاجية ●
الإبداع ●
التأهب
من الطبيعي أن نقوم بالتخطيط لأي خطط مستقبلية. حيث أن الخطط هي قرارات مدروسة أو إجراءات روتينية للمستقبل عندما لا يكون لديك متسع من الوقت لمعرفة ما هو أفضل قرار ينبغي اتخاذه. كان التنبؤ بالنتائج الدقيقة المترتبة على جائحة كورونا مستحيلًا، وبالتالي من الضروري أن يكون لديك خطة شاملة ومدروسة ومرنة لمعالجة أي مشكلة قد تواجهها الشركة. يمكن تطبيق الدروس المستفادة من الجائحة على أي أزمة أخرى قد تحدث، وأفضل طريقة للاستعداد هي إجراء تجارب واقعية مستمرة واجراء خطة تضمن استمرارية الأعمال، وتنفيذ خطة التعافي ومن ثم تقييم فعالية هذه التجربة. يجب أن يتم إعادة تنفيذ هذه التجربة وتعديلها وتحسينها باستمرار لتقليل الخسارة
المرونة
منذ بداية تفشي الوباء والى أن تنتهي هذه الأزمة، على الشركات أن تكون سريعة في اتخاذ القرارات وتقوم بتغيير الخطط بما يتلاءم مع الظروف المحيطة التي تمر بها، من توفير الطلبات وتعويض النقص. بالتالي يجب اتخاذ القرارات الحاسمة بسرعة، ولكن يجب اللجوء الى خطة ناجحة توجه الى اتخاذ أفضل قرار. لقد حتم علينا الوضع الحالي القبول والتعايش مع التغييرات غير المتوقعة التي انعكست سلباً على معظم الشركات
عزز السيد ديفيد (الرئيس التنفيذي لشركة Continuity SA) هذه الفكرة قائلاً: “القدرة على الاستجابة بسرعة وحسم التغيير، والقدرة على التعافي بسرعة من الكارثة، أمر أساسي للاستدامة طويلة الأجل”. يجب أن تستفيد الشركات من هذا الوقت الحرج وتقوم بتقييم فعالية خطط استعادة أعمالها، وفهم أهمية إبلاغ جميع أعضاء الفريق بالقرارات التي سيتم اتخاذها في وقت مماثل مثل اليوم
الرقمنة
.إن أحد الآثار المدمرة الناجمة عن كوفيد-19 هو تأثيره السلبي على العاملين بسبب حالة الإغلاق التي شملت معظم البلدان
بالتالي تم إجبار جميع الموظفين غير الأساسيين على العمل من المنزل. أدت هذه التداعيات إلى زيادة استخدام التكنولوجيا بشكل كبير في الأعمال وتوعيتهم بشأن استخداماتها ومزاياها التي لا تعد ولا تحصى. أظهرت الأبحاث أن أكثر من نصف الموظفين قالوا إنه انتهى بهم المطاف باستخدام التكنولوجيا التي كانت متاحة لهم بالفعل ولكن تم رفضها أو تجاهلها سابقًا، مما أجبر المؤسسات على استخدام وسائل التكنولوجيا التي كانوا يهدرونها. وتؤكد هذه الأبحاث على أن الرقمنة هي الوضع الطبيعي الجديد وستستمر بعد الجائحة، وخاصة في مؤتمرات واجتماعات الفيديو. ومع ذلك، فإن الرقمنة لا تعني ببساطة زيادة استخدام التكنولوجيا فحسب، ولكن اعتماد إطار عمل جديد يسهل الاستجابة السريعة للظروف غير المتوقعة
الإنتاجية
أثر فيروس كورونا بشكل ملحوظ على إنتاجية العاملين. حيث كشف العمل الإلزامي من المنزل عن الكم الهائل من المشتتات الموجودة في المكتب، لأن غالبية الموظفين شعروا أنهم أكثر إنتاجية عند العمل من المنزل دون الانقطاعات والتفاعلات التي تحدث في مكان العمل. وأدى العمل من المنزل أيضًا إلى ظهور العديد من الممارسات، يعتقد العاملون أنها ستستمر حتى .بعد انتهاء الوباء
تتضمن هذه الممارسات، خلق بيئة من الثقة والحرية داخل بيئة العمل تعمل على تنشيط الموظفين، ومنح المدراء ساعات عمل مرنة، وإمكانية عمل الفرق الافتراضية من أماكن مختلفة، ومشاركة وتوزيع الأنشطة على فرق العمل بشكل مرن
الابداع
أصبحت العديد من الشركات في موقف صعب بسبب حالة الإغلاق، واضطرت إلى ابتكار وسائل عديدة للتكيف مع الظروف وإيجاد طرق للتعامل مع هذا الموقف العسير من أجل الاستمرار في الإنتاج والعمل. كانت الشركات بحاجة إلى ايجاد مناطق جديدة للتواصل مع العملاء لتعويض الإيرادات المتناقصة، زبالتالي جعل الوباء المنظمات تدرك أهمية الإبداع والابتكار داخل الشركة وأنظمتها. على سبيل المثال؛ كانت صناعة الترفيه واحدة من الصناعات التي تضررت خلال الوباء، فكان من المحتم إلغاء الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية .وحفلات الزفاف
لكن تمكن البعض من ابقاءها حية عبر الإنترنت من خلال إجراء المؤتمرات الافتراضية والجلسات التفاعلية التي تجعل الجمهور يندمج ويشعر أنها أقرب ما يكون للواقع
لا شك أن المرور بأي أزمة هو وقت عصيب بشكل لا يصدق، حيث يتعايش جيلنا الآن صدمة عالمية لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود طويلة. فإن أكبر درس يجب أن تتعلمه الشركات من هذه الأزمة هو أن يكون لديها خطة واستراتيجية قوية، والتي يتم تجربتها واختبارها بحيث تكون مرنة لأي حدث غير متوقع. ستكون الخطة هي أساس الشركة التي ستعتمد عليها، حيث يسهم كل من استخدام التكنولوجيا بشكل واسع، وزيادة الإنتاجية، والسرعة في اتخاذ القرارات الناجحة في نجاح الشركات وتهيئتها للعقبات القادمة. في نهاية المطاف، يجب ايضا على الحكومات إعطاء الأولوية للاستثمار في النمو الاقتصادي، مثل التعليم والبحث والبنية التحتية للمساعدة في التغلب على هذه الأوقات العصيبة
المراجع:
Comments
No comment yet.