على نحو تقليدي، تعتمد الإدارة بشكل عام على الكفاءة والالتزام بالمواعيد النهائية للموازنة والوقت. ولكن، مع مرور الوقت أصبح السوق أكثر تشبعاً بسبب المنافسة الشديدة والابتكارات الجديدة. حيث يكمن الدور المهم لنجاح أي شركة في أيدي مدراءها واستراتيجيتهم المتبعة داخل الشركة. وكما بيّنت التجارب وأظهرت الأبحاث والدراسات على أن القيادة الاستراتيجية أصبحت تحظى بشعبية متزايدة بين جميع القطاعات لهذا، إليكم ما سنناقشه في هذا المقال:
• ماهي القيادة الإستراتيجية؟
• دور القيادة الإستراتيجية في النجاح
• مبادئ القائد الإستراتيجي

1. ماهي القيادة الإستراتيجية
القيادة الإستراتيجية هي “القدرة على توقع التغيير الاستراتيجي وتصوّره، والحفاظ على المرونة وتمكين الآخرين من إحداث تغيير استراتيجي إن لزم الأمر “حيث يركز القادة كل وقتهم واهتمامهم على الأنشطة والقرارات التي من شأنها تحسين نتائج العمل.” حيث يتيح هذا المفهوم “القيادة الإستراتيجية” إنشاء استراتيجية مشروع مرتبطة باستراتيجية العمل، كما ويجب إعلام جميع الموظفين العاملين داخل الشركة برؤية واضحة للمشروع؛ ليكونوا على اهتمام يومي باحتياجات العملاء، والميزة التنافسية الخاصة بالشركة، والتركيز على نجاح في السوق في المستقبل.
ويركز القائد أو المدير التنفيذي على نتائج قصيرة المدى والتنفيذ بدقة وفق جدول زمني محدد وأهداف الميزانية المخصصة. لذلك، يعد التقيد بالمواعيد أمراً مهماً لنجاح الأعمال التجارية، ولكن العوائد طويلة الأجل لا تتحقق إلا عند استخدام المنظور الاستراتيجي.

2. دور القيادة الإستراتيجية في النجاح
تتضمن الاستراتيجية الاختيار بين خيارات مختلفة ووضع خطة تنظيمية، وهي الخطة الأفضل إعداداً لتحقيق أهداف المنظمة، كما وينبغي للقيادة الاستراتيجية أن تستغل التغيير بما يحقق أهدافها.
لذلك، تتمحور القيادة حول خلق رؤية واضحة لزيادة الأرباح. حيث تسمح القيادة الإستراتيجية بشكلٍ أساسي للشركات بتوليد ثروات طويلة المدى.
وتعتمد الاستدامة في جميع القطاعات على قدرتها في تحويل فرص الأعمال التجارية باستمرار إلى نمو وأرباح. حيث يعمل هذا المفهوم على زيادة المرونة والقدرة على التكيّف مع المطالب الجديدة غير المتوقعة، ويعمل أيضاً على تنمية العقول والفرَق المبدعة، والمفكرين المبدعين أيضاً. وسوف يتحقق هذا الأمر عندما يعترف القادة الاستراتيجيون بمبادئهم ويتصرفون وفقاً لها.
في أواخر الثمانينات كانت سيارة فورد توروس الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تستخدم كمثال نموذجي للقيادة الإستراتيجية، ومثلت نجاحاً مهماً لشركة فورد. حيث استغل القائد فِرقَ العمل متعددة الوظائف والممارسات الهندسية وفقconcurrent engineering practices لإنشاء علاقة جيدة مع الموردين والمتعاقدين، وكان يتميز بامتلاكه روحاً استراتيجية تركز على احتياجات العملاء وتأمين التوافق بينه وبين باقي الشركات، ومع ذلك، تم طرد مدير المشروع بعد استكمال المشروع لأنه قام بتسليم المشروع بعد 3 أشهر من الموعد المحدد. وقد أعيد تصميم نفس السيارة في وقت لاحق. لكن على عكس المدير السابق، عمل مدير المشروع الجديد على الإلتزام بالموعد النهائي لتسليم المشروع، مع التضحية في الوقت نفسه بقضايا أخرى. وعلى الرغم من انتهاء المشروع في الوقت المحدد، إلا أنّه فشل مقارنة بالنموذج الأول.

3. مبادئ القائد الإستراتيجي
المبادئ المختلفة من كونك قائد استراتيجي هي امتلاكك عقلية ريادية، تتسم بروح المبادرة والمغامرة حيث تقودك هذه العقلية إلى محاولات مستمرة واعية لتحقيق النمو لشركتك أو مؤسستك. يجب على القادة أن يكونوا قادرين على التنبؤ بما الذي يملي عليهم المستقبل، وما هي أفضل القرارات التي يتعين عليهم أن يتخذوها، ومتى يتعين عليهم أن يتخذوا تلك القرارات بعد تحليل السوق. حيث يمثل بناء الاستراتيجية والتنبؤ بمتطلبات السوق محفز لتحدي الوضع الراهن. ويجب على القادة التفكير بإبداع خارج الصندوق وابتكار ما لا يعرف المستهلكون أنهم بحاجة إليه. ولابد أن يكون القائد الاستراتيجي كفؤاً في اتخاذ القرارات تحت الضغوط، ولكن الأمر الأكثر أهمية، هو قدرة المدراء على تحقيق النتائج المعدّة مسبقاً.
وأخيراً، وبنفس القدر من الأهمية، يتلخص بناء هذه القرارات والاستراتيجية على الأدلة والتوقعات المدروسة التي من شأنها أن تستغل العائدات وتخلق الفرص الحقيقية لتحقيق النمو.
باختصار، بالنسبة للإيرادات النهائية، فإن القائد الاستراتيجي ضروري لأي شركة. بحيث يجب على القادة البحث عن هدف ومحاولة استغلال الفرص المحتملة للربح الكبير وتحقيق نتائج الأعمال التي تم التأكيد عليها في مثال فورد توروس الذي تمت مناقشته سابقاً، وعلى الصعيد الآخر تهتم العقلية الخاصة بالموظفين بالعمل بحيث يكون إنجاز العمل هو الأولوية الوحيدة لهم. كما ويتعين على القادة دراسة احتياجات العملاء وتوقعها، واتخاذ قرارات مدروسة بالإضافة إلى الاستفادة من مزايا الشك وعدم اليقين عند اتخاذ القرارات.